شامات الجلد

بواسطة : د / طارق عبد الحميد أبو العز

 
   -    فى (2014-03-24 09:42:06)     share
شامات الجلد

تعريف الشامة: هى مساحة فى الجلد صغيرة ذات لون داكن و أحيانا ما تكون مرتفعة عن سحط الجلد المحيط بها، غالبية الوحمات لا تشكل ضرراً على صحة الإنسان، لكنها من الممكن أن تتحول إلى النوع السرطاني. و لذلك فالمتابعة الدقيقة لحالة الشامات التى تظهر فى أى مكان بالجسم خطوة هامة فى اكتشاف مرض السرطان وخاصة الميلانوما الخبيثة (Malignant melanoma)، و فى معظم الأشخاص يكون هناك ما بين 10 – 40 شامة جلدية حميدة وهذا العدد قد يتغير على مدار حياة الشخص. من الممكن أن تظهر شامات جديدة فى منتصف عمر الإنسان، وهناك البعض الآخر الذي يختفي بتقدم الإنسان فى العمر.

 

أعراض الشامات: على الرغم من أن اللون النمطي للوحمة هو البني المائل للسواد إلا أنها تختلف على نطاق واسع فى اللون والشكل والحجم: 

- اللون:عادة ما يكون لونها بنى أو أسود  

- الشكل: تتباين الشامة فى الشكل من البيضاوي إلى المستدير.

- الحجم: من الممكن أن تكون صغيرة جداً فى الحجم فى حجم رأس الدبوس إلى كبيرة بحيث يكون قطرها عدة سنتيمترات ، وبوجه عام فإن شامات الجلد يكون قطرها فى حدود نصف السنتيمتر الواحد

- الشامة من الممكن أن تظهر فى أى مكان بالجسم، بما فيها فروة الرأس أو تحت الإبط أو تحت الأظافر أو بين أصابع اليد أو القدم.

- المظهر المختلف للوحمة:

قد يكون السطح العلوي للشامة ناعم أو مجعد غير أملس، وقد تكون مستوية على الجلد أو مرتفعة. فى بعض الأحيان قد تبدأ الشامة مستوية ولها لون بنى ثم تتحول إلى بنى فاتح ومرتفعة قليلاً فوق سطح الجلد. وهناك صورة أخرى لها حيث ترتفع إلى درجة كبيرة وقد تتلاشى بعد ذلك. وعلى الرغم من أن معظم الوحمات تظهر على الشخص عندما يبلغ من العمر 20 عاماً، إلا أنها من الممكن أن تستمر فى الظهور حتى منتصف العمر. هناك فترات من العمر تتغير فيها الوحمات مثل التغير الذي يحدث فى اللون فى أن تصبح أكثر دكانة وأكبر فى الحجم، كما تكون أكثر انتشاراً بسبب التغيرات الهرمونية أو أثناء فترة البلوغ والمراهقة أو أثناء حمل المرأة.

 

أسباب تكون الشامات  

الميلانين هى الصبغة الطبيعية التي تعطى الجلد لونه. وتفرز مادة الميلانين فى خلايا تسمى بـ (Melanocytes) سواء فى الطبقة العلوية للجلد (Epidermis) أو فى الطبقة الثانية للجلد (Dermis). وتنتقل مادة الميلانين إلى سطح الخلايا بالجلد، وتتوزع هذه الصبغة بشكل طبيعي .. إلا أنه فى بعض الحالات تنمو الخلايا التي تنتج مادة الميلانين فى مجموعات مما ينجم عنها تكون الوحمات.ولم يتوصل الباحثون حتى الآن عن سبب تكون الوحمات وما الفائدة منها. وغالبية أنواع الشامة غير ضارة كما أنها لا تحتاج إلى أية عناية خاصة.

المضاعفات: 

هناك العديد من أنواع الوحمات تزداد معها مخاطر التحول إلى الشكل السرطاني، ومنها:

- الشامة الكبيرة (قطرها أكبر من بوصة كاملة) التي يُولد بها الطفل والتي تسمى بالشامة الخلقية وتتزايد مع هذه الوحمات مخاطر التعرض للميلانوما الخبيثة

 

- الشامة المتوارثة بين الأجيال فى العائلة الواحدة والتي يكون حجمها 6 مم تقريباً أو أكبر من قطر ممحاة القلم الرصاص، وغير منتظمة فى الشكل تُعرف باسم الشامة ذات النمو غير الطبيعى  (Dysplastic nevi) . عادة ما يتم توارث هذه الشامة و تكون ذات مركز بني داكن وحدود أفتح فى اللون وغير منتظمة.

 

الذهاب إلى الطبيب: 

إذا كان الشخص تعدى الـ(20) عاماً وظهرت على جلده شامة جديدة، فعليه باللجوء إلى الطبيب، والعلامات والأعراض التالية تشير إلى حالة طبية تستدعى تقديم العناية الطبية الفورية لها:

- الشامة مؤلمة.

- الشامة بها هرش (أكلان) أو حرقان.

- الشامة تنزف أو تنز (ترشح) سوائل.

- الشامة بها قشور.

- حدث تغير مفاجىء فى الحجم أو الشكل أو اللون أو حدث بها ارتفاع عن سطح الجلد. ويكون اللجوء إلى أخصائي أمراض جدلية من أجل التشخيص السليم.

- ظهور شعر بشامة لم يكن بها شعر من قبل

- اختفاء الشعر من شامة كان بها شعر من قبل

 

 

العلاج لغالبية أنواع الوحمات عادة ما يكون غير ضرورياً.

من أجل أغراض التجميل فإن الشامة يمكن استئصالها بعدة طرق، منها:

 - استئصال بالكشط: حيث يقوم الطبيب بتخدير مكان الشامة وحولها ثم يستخدم بمشرط جراحى  لقطع الشامة وما تحتها ثم يقوم بكى مكانها. وغالباً ما يتم استخدام هذه الوسيلة للوحمات الصغيرة التي لا تتطلب خياطة.

- الاستئصال عن طريق الجراحة: حيث يقوم الطبيب بقطع الشامة وحدود الجلد السليم حولها بالمشرط ويتم استخدام الخياطة هنا ، وعادة الشامة التي يتم استئصالها  لا تظهر مرة أخرى، وإذا ظهرت لابد من اللجوء الفوري إلى الطبيب.

يتم هذا الاستئصال تحت مخدر موضعى بعيادة الطبيب ولا تستغرق سوى وقت قصير.

و ينصح عادة بعمل تحليل أنسجة لأى شامة تستأصل و ذلك للتأكد من خلوها من أى خلايا

- إذا كانت الشامة فى مكان ظاهر بالجسم وتسبب الضيق للشخص يمكن إخفائها بالمكياج المخصص للنمش والوحمات.

- أما إذا كان هناك شعر بها فيمكن تقصيره بقصه بالقرب من سطح الجلد، أو اللجوء إلى الطبيب لإزالة الشعر بشكل دائم.

 - وإذا كنت الشامة فى الذقن عند الرجل وتتعرض للاستثارة نتيجة للحلاقة المستمرة فى هذه المنطقة، يتم اللجوء إلى الطبيب لاستئصالها.

- يتم إزالة الشامة من أى مكان بالجسم يكون الأكثر عرضة للاحتكاك أو الإصابة.

- إذا تعرض مكان الشامة للقطع أو الإصابة لابد من تنظيفها جيداً.

- إذا لم تلتئم الشامة عند حدوث جرح بها، لابد من اللجوء إلى الطبيب.

 

                  * الوقاية: 

أ- ملاحظة التغيرات التي تطرأ على الشامة: 

من أفضل الطرق البسيطة للسيطرة على أية مشكلة طبية فى مراحلها المبكرة هو اكتشاف الشامة وذلك من خلال الفحص المنتظم للجلد مرة فى الشهر - وخاصة إذا كان لدى الشخص تاريخ وراثي فى العائلة للإصابة بالميلانوما .. فالتعرف على التغيرات التي تحدث بالجلد فى المراحل المبكرة يكون إشارة للإصابة بالميلانوما الخبيثة.

عدم نسيان فحص الأجزاء التي لا تتعرض لأشعة الشمس بما فيها فروة الرأس أو تحت الإبط، كعب القدمين أظافر القدم وما بين الأصابع، كفى اليدين وأظافر الأصابع وما بينها ومنطقة الأعضاء التناسلية والجلد الذي يوجد تحت الثدي عند المرآة.

 ويتم الفحص بالمرآة للأجزاء التي لا يتمكن الشخص من رؤيتها، من خلال الإمساك بمرآة فى مقابل مرآة كبيرة لفحص الظهر على سبيل المثال. والأشخاص التى يظهر على جلدها الشامة غير الطبيعية (Dysplastic nevi) تزداد لديها مخاطر الميلانوما الخبيثة ولابد من اللجوء إلى أخصائي جراحة التجميل من أجل الفحص المنتظم للشامة.

من أجل اكتشاف الميلانوما أو سرطان الجلد، يتم إجراء الفحص الذاتي التالى:

-         لابد من النظر إلى الشامة وإلى شكلها هل هو غير منتظم.

-         اختبار حدود الشامة، هل هى غير منتظمة وهى من أعراض الميلانوما.

-         النظر إلى الشامة التي يكون حجمها أكبر من 6 مم..

-         النظر إلى الشامة التي بها العديد من الألوان أو بها توزيع غير منتظم من اللون.

-         تطور الشامة، ملاحظة التغير الذي يطرأ على الشامة بمرور الوقت مثل الكبر فى الحجم أو التغير فى اللون أو الشكل. وقد تتطور لتظهر علامات جديدة عليها مثل الهرش أو النزيف.

 

 ب- الوقاية من أضرار الأشعة فوق النفسجية و تشمل: 

-         تجنب أشعة الشمس فى وقت الذروة من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة مساءً وهذا وقت حدة الأشعة فوق البنفسجية، مع عدم التعرض المفرط لها.

-         استخدام كريمات الشمس، يتم دهان كريمات الشمس قبل التعرض لها من 20 – 30 دقيقة وأن يكون معامل الحماية بها (30) على الأقل. مع إعادة الدهان مرة كل ساعتين وخاصة إذا كان الشخص يقوم بالسباحة أو عند ممارسة نشاط بدني. هناك بعض أنواع الكريمات التي تقدم الحماية من كلا النوعين من الأشعة فوق البنفسجية (أ) و (ب) ..... مع التذكر دائماُ بأن كريمات الشمس ما هى إلا جزء من برنامج الحماية من أشعة الشمس الضارة.

-         استخدام القبعات الواسعة و التي بها حواف عريضة للوقاية من أشعة الشمس.

-         ارتداء قمصان أو ملابس ذات أكمام طويلة بحيث تغطى الجلد. وهناك بعض منسوجات الملابس المعالجة خصيصاً للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.

 

 

دكتور طارق أبو العز

أستاذ جراحة التجميل بطب سوهاج

أضف تعليق باستخدام الفيس بوك
أقرأ ايضا